إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا logo تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة
shape
شرح كتاب دليل الطالب لنيل المطالب
96554 مشاهدة print word pdf
line-top
المسح على الخفين

...............................................................................


الباب الذي بعده: من تمام الطهارة المسح على الخفين، ويسمى المسح على الحوائل يعني: الحوائل مثل الخفين والجوربين والجرموقين ونحوهما مما يلبس على الأرجل، وكذلك المسح على العمامة، والمسح على الخمار للمرأة والمسح على الجبيرة، فهذه كلها من الحوائل .
المسح على الخفين رخصة، والرخص يستحب فعلها من باب التيسير في الحديث: إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته وذلك لما فيها من التوسعة وما فيها من تسهيل العبادة، والعبادة إذا كان فيها مشقة وصعوبة ثقلت على الأنفس، فإذا كانت تلك الصعوبة جاء ما يخففها خفت العبادة وأصبحت العبادة لذيذة في النفس وأصبحت محبوبة غير ثقيلة هذا هو السبب في الترغيب في إتيان الرخص.
لا شك أن هناك أوقاتاً يشتد فيها البرد فيحتاج الإنسان إلى تدفئة قدميه؛ لأن القدمان يلاقيان الأرض، والأرض قد تكون باردة شديدة البرودة. فإذا مشى عليها اشتد البرد على قدميه ولو كان عليه نعلان فإن البرد أيضا قد يؤثر على بشرته؛ فأبيح له أن يلبس ما يدفئ قدميه
الخف: جلد يجعل في أسفله نعل أربع غاطات من الجلود أو ثلاث من جلود الإبل تخرز كما يخرز النعل، ثم بعد ذلك تغطى بغطاء من جلد أيضا يستر القدم. يستر ظاهر القدم وجوانبه ويعقد فوق الساق أي: عند مستدق الساق يسمى خفا؛ لأنه خفيف نقله ويسمى أيضا الزربول؛ لأنه يعني يضم القدم ونحوه، ونوع منه يسمى الموق أو الجرموق وما أشبهه، وهناك ما يلبسه الجنود ويسمى الجزمات أو نحوها كل ما يستر القدم فإنه يدخل في الحوائل التي يجوز مسحها.

line-bottom